المنتدى الثقافي في ديربورن – مقدمة وسام شرف الدين في 6 تشرين ثاني 2019م

ويكونُ أنْ يأتي

بعدَ انتحارِ الريحِ في صوتي

شيءٌ روائعهُ بلا حَدِّ

شيءٌ يسمّى في الأغاني:

طائرَ الرعدِ

لا بدّ أن يأتي

فلقد بلغناهَا

بلغنا قمّة الموتِ

سميح قاسم

أيها الحفل الكريم، مساء الشعر والفن و الجمال عليكم جميعاً، و نرحب بكم في منتداكم، المنتدى الثقافي في ديربورن، تقدمة المركز العربي الأمريكي للثقافة و الفنون.

كما و يدعوكم المركز العربي الأمريكي للثقافة والفنون للانضمام إليه، والاستمارة موجودة على الموقع: arabamericancca.org

لا بد أن نبدأ لقاءَنا اليوم، بالإشارة إلى نبض الثورة الهائج في وطننا، من العراق إلى لبنان، حيث أعلنت شعوبنا الحية بأن الأنظمة القابعة على رقابها، و المتهكّمة بناصية بلادها ومقدراتها، قد سقطت في قلوب الناس، و آن لها أن تسقط في واقعهم، وآن للجراح النازفة منذ عقود، من تسلّط الأتراك، إلى الاستعمار الغاشم، إلى الانتداب المذل، إلى الفاشية والدكتاتورية والشمولية، إلى الاحتلال الإسرائيلي، إلى الفساد المستشري والطائفية الخبيثة، والتهجير والنفي المختبئ بعباءة الهجرة، والسرقة على عينك يا تاجر، آن لهذه الجراح أن يقف نزيفها، و آن لليل استحمار الشعوب واستخفافها أن ينجلي، و آن لقيد الخوف أن ينكسر.

يوماً سنقراُ في الجريدةِ يا بلادي انّنا كنا خرافْ

سيجفُ هذا النفطُ فوقَ جلودِنا

ونودّعُ السبعَ السِمانَ ونلتقي ألفاً عِجَافْ

سيُدَوِّنَ التاريخُ اسماءَ الملوكِ العادلينَ

الصابرينَ

الساكتينَ

الكاتمينَ الصوتَ بينَ شعوبِهم .. مثلَ الزرافْ

سيحاكمُ التاريخُ حكامَ العروبةِ كلِّها

وسينزعُ الاظفارَ منهم في سبيلِ الاعترافْ

إني احبك يا بلادي مرغما

واقول شعرا يا بلادي مرغما

والشعر لو مسَّ السياسةَ يستحيلُ مصائبا

والشعر لو مسَّ الصعيديينَ مثلي

يستحيل كحدِّ سيفٍ لا يخافْ

انا لا اخافْ

هشام الجخ

يقول الدكتور علي شريعتي:  “إذا لم تكن شاهداً على عصرك و لم تقف في ساحة الكفاح الدائر بين الحق و الباطل، و إذا لم تتخذ موقفاً صحيحاً من ذلك الصراع الدائر في العالم، فكن ما تشاء: مصلياً متعبداً في المحراب أم شارباً للخمر في الحانات .. فكلا الأمرين يصبحان سواء. ”

فها هي الرايات بصوت واحد من بغداد إلى بيروت، تنادي بأن الوطن،  بأن العروبة هي هويتنا، فأسقطت الطائفية بصرخة واحدة،و تصدرت المرأة العربية مقدمة الثورة، لتسقط مع تقدمها الرجعية والذكورية، و تصدر الطلاب و الأساتذة الثورة ليعلنوا أن بالعلم والوعي يبنى الوطن القوي والحديث، و  زانها أنها سلمية حضارية …

إنّ هناك من يقرأ التاريخ، و هناك من يكتبه، و تاريخنا الحديث يسطّر اليوم في شوارع بغداد الدامية، و بيروت المغلقةِ بأجساد الشباب.

كتبت سارة بشار الزين:

لأنّ الرصاصةَ أنثى

سَتَفْضَحُ عُري الحِيادِ

وتقلعُ من جوفِ هذي المدينةِ

جذعَ التثاؤبِ بعد السُّباتِ

تحرّرُ عينَ الشوارعِ من رمدِ الشَّكِّ في الأغنياتِ

وتنثرُ شعرًا على حاجِبِ الوطنِ المُستباحْ!

لأنّ الرصاصةَ

تأبى التشظّي

إذا لم يشدَّ على زندِ صحوتِها

شاعرٌ ملَّ طعمَ النواحْ!

لأنّ القصيدةَ

مثلُ الرصاصةِ

أُنثى

تُفجّرُ في الحرّ ألفَ سلاحْ!!

و نترك تلك الساحات الخفاقة بالأمل، لنطير بكم إلى ذكريات الشعر في جنوب لبنان وجبل عامل، كما يقول عمر الفرّا:

جنوبيون يعرفهم تراب الارض

ملح الارض

عطر منابع الريحان

جنوبيون يعرفهم سناء البرق

غيث المزن

سحر شقائق النعمان

نجوم الليل تعرفهم

وشمس الصبح تعرفهم

وبوح الماء للغدران

وقد عرفوا طيور الحب

فتك السيف

شعر الفرس والإغريق والفينيق والرومان

لهم علم ومعرفة بمن سادوا ومن بادوا

وموسيقى بحور الشعر وكيف يحرر الانسان

و مع الناشط السياسي و الاجتماعي و الكاتب الأستاذ عدنان بيضون، الذي ولد في بنت جبيل عام 1956، و تعلم في مدارسها، ودخل دار المعلمين والمعلمات في النبطية عام 1973 وتخرج منها متخصصاً بتدريس اللغة الفرنسية عام 1976، ثم درس الأدب الفرنسي في الجامعة اللبنانية قبل هجرته. عمل في الصحافة الاغترابية في امريكا لمدة عشرين عاماً، إلى جانب عمله في مجال الخدمات الاجتماعية والانسانية، يحدثنا الليلة عن “شعراء عامليون في الذاكرة”، فليتقدم مشكوراً.

وسام شرف الدين

Please, leave a comment...

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

%d bloggers like this: