أميركا وإسرائيل علاقة المصالح بقلم محمد المشهداني

لم تكن الولايات المتحدة الأميركية الحليف الأول لإسرائيل منذ تأسيسها في العام 1948. بل بدأت في العام 1967.

لم تكن الولايات المتحدة الأميركية الحليف الأول لإسرائيل منذ تأسيسها في العام 1948. بل بدأت في العام 1967.في يوم 14 مايو العام 1948…

لم تكن الولايات المتحدة الأميركية الحليف الأول لإسرائيل منذ تأسيسها في العام 1948. بل بدأت في العام 1967.

في يوم 14 مايو العام 1948. حيث كان الرئيس الأميركي الأسبق هاري ترومان يستمع للخلافات الدائرة في البيت الأبيض حول الإعتراف في إسرائيل كانت وزارة الخارجية لم تكن متحمسة حيث تقول الإعتراف في إسرائيل سوف يغضب العرب والمسلمون وكانت تقول إسرائيل ليست مشكلة أميركية بل أنها مشكلة بريطانية حيث كانت بريطانيا الداعم الأول للحركة الصهيونية حيث أعطت وعد بلفور في العام 1917. وحملت اليهود في سفنها الئ سواحل فلسطين ووفر للفصائل والعصابات الصهيونية السلاح والحماية والتدريب ودمرت القدرات العسكرية العربية بصورة متواصلة.

فمن دون بريطانيا لم تكن إسرائيل _

في البيت الأبيض لم يقتنع الرئيس الأميركي هاري ترومان في حجة أن المشكلة البريطانية التي قدمتها وزارة الخارجية بل أقتنع في حجة وزارة الدفاع _ البنتاغون أن إسرائيل قاعدة متقدمة ومهمة لضمان المصالح الأميركية في منطقة الشرق الأوسط وزادة إقتناعا كلام مستشاره كلارك كليفورد _

لا تنسئ أهمية التصويت اليهودي والتبرعات السياسية اليهودية وأعتراف الرئيس الأميركي هاري ترومان في إسرائيل في يوم تأسيسها ذاته ولكنه لم يرسل لها مساعدات كبيرة ودائمة.

وفي العام 1956. أكتشفت إسرائيل أنها أخطأت في الإعتماد على أمبراطوريتين تحتضران وهما فرنسا وبريطانيا وفي ذات العام شنت فرنسا وبريطانيا وإسرائيل العدوان الثلاثي على مصر ولكن الولايات المتحدة الأميركية إنضمت الئ الإتحاد السوفييتي _ روسيا في الأمم المتحدة لأجبار إسرائيل وحلفائها على الأنسحاب المعين .

وكانت في مثابة أزاحة فرنسا وبريطانيا عن موقع القوة العظمى لصالح الولايات المتحدة الأميركية حيث أستمعت إسرائيل لإعلان يشكل جيد وبدأت في العمل والتخطيط لنقل ميراث المشكلة البريطانية لتصبح إسرائيل مشكلة أميركية.

وفي العام 1958. كانت الوحدة العربية بين مصر وسوريا ولبنان يشهد مسلسل توترات بين تيار يريد الإنضمام للوحدة مع مصر وسوريا _ وتيار يرفض الإنضمام للوحدة كليا حيث كان التيار الوحدوي يتقرب من المعسكر الشرقي و الإتحاد السوفييتي الخصم الأكبر للولايات المتحدة الأميركية والمعسكر الغربي وبعدها أرسلت أميركا قواتها الئ لبنان مع نية عدم البقاء فيه فعندها ما يكفي من الحروب أهمها حرب فيتنام وهي جزء من الحرب الباردة.

ومن كان يقدم ذاته كلاعب هجوم إقليمي في منطقة الشرق الأوسط؟

طبعا إسرائيل وهنا تصبح إسرائيل مهمة لأميركا في الخارج في العام 1958. بدأت إسرائيل تلقى المساعدات العسكرية والأمنية الأميركية.

وفي الداخل الأميركي تصبح إسرائيل مهمة جدا _

الرئيس جون كينيدي بدأ رئاسته في العام 1960. في لقاء أول رئيس وزراء لإسرائيل ديفيد بن غوريون وشكره على التصويت اليهودي الذي شكل قوة الفوز الكبير في الإنتخابات الأميركية.

وفي بداية حرب العام 1967. النكسة كانت منطقة الشرق الأوسط تنذر في التصعيد بين الدول العربية وإسرائيل وهنا وقع حدث مهم في هذه الأحداث فرنسا المورد الكبير للأسلحة الإسرائيلية تحظر السلاح عن كل دول منطقة الشرق الأوسط وترفض تسليم 50 طائرة مقاتلة لإسرائيل في محاولة لتحسين علاقتها مع الدول العربية خاصة بعد هزيمتها أمام المقاومة الجزائرية.

وفي الولايات المتحدة الأميركية كان الرئيس ليندون جونسون مترددا في دعم إسرائيل بعدة كميات كبيرة من الأسلحة حيث كان يرئ أن منطقة الشرق الأوسط أقل أهمية من شرق آسيا وحرب فيتنام لكن التردد سوف يتحول إلى الدفاع الأميركي نحو إسرائيل وبعد تغلب إسرائيل في حرب العام 1967. النكسة على الجيوش العربية و إحتلت القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة والجولان وسيناء و أجزاء من لبنان و هذه الحرب أكدت التفوق العسكري الإسرائيلي وهنا طبعا أقتنع الرئيس الأميركي ليندون جونسون في وجهة نظر وزارة الدفاع _ البنتاغون التي أعجبت الرئيس الأميركي هاري ترومان في العام 1948. وأقنعت الرئيس دوايت أيزنهاور في العام 1958. إن هذا الكيان الصهيوني قوي وغير مكلف مقارنة في الدول الأوروبية وشرق آسيا ومهم لحماية المصالح الأميركية في منطقة الشرق الأوسط الغني في النفط والغاز و المضائق البحرية وأن حرب النكسة في العام 1967. أعطت سببا آخر لدعم أميركي مفتوح ولقد حفزت دعم الناخبين المسيحيون اليمينيون لإسرائيل على أساس ومبدأ ديني وبعد إحتلال القدس الشرقية بدأت تستخضر النبوءات لنهاية العالم وعودة المسيح في أذهان البروتستانت المحافظين والأنجيليون حيث أصبحوا ينظرون لإسرائيل من خلال رؤية النبوءة أكثر بكثير مما كان عليه الأمر في عقد الخمسينيات وكل هؤلاء كتلة تصويتية كبيرة جدا في الإنتخابات الأميركية وليست في الكم وإنما في النوع حيث يتوزع اليهود الأميركيون في عدة ولايات أهمها ولاية فلوريدا وهكذا يلزم الرئيس ليندون جونسون الولايات المتحدة الأميركية في الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل وفتح الباب أمام العقود من كل أنواع الدعم العسكري والسياسي والأجتماعي والمالي والأستخباراتي وهو كان أول رئيس أميركي يمنح إسرائيل أنظمة أسلحة هجومية وهو كان أقل صرامة في عمليات التفتيش الأميركية حول البرنامج النووي الإسرائيلي وهكذا تصبح الولايات المتحدة الأميركية الأول في دعم إسرائيل حيث توفر أميركا جسرا جويا من الأسلحة الحديثة لإسرائيل وخلال حرب أكتوبر في العام 1973. وفي عهد الرئيس الأميركي دونالد ريغان تحصل إسرائيل على غطاء دبلوماسي كبيرا يحميها من عواقب قصف البرنامج النووي العراقي بعملية أسمتها أوبرا في العام 1981. وكذلك تحصل إسرائيل غطاء آخر في أحتياج لبنان في العام 1982. وفي العام 1985. تحصل إسرائيل على منحه سنوية دائمة وثابتة قيمتها ثلاث مليار دولار من الولايات المتحدة الأميركية ونعرف جميعا أن المساعدات الأميركية العسكرية لإسرائيل تشكل 55 ٪. من جميع المساعدات العسكرية الأميركية للعالم ولم نتحدث بعد عن الضمان الأميركي قولا وفعلا لتفوق العسكري الكمي والنوعي لإسرائيل وعلئ جميع دول منطقة الشرق الأوسط حيث تمنح طائرات أف 35. لإسرائيل فقط ولا تمنح لأي دولة أخرئ في العالم إلا في رفع الفيتو الإسرائيلي وكذلك حيث تخزن الولايات المتحدة الأميركية كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر في إسرائيل وبعضها متاح لأستخدام الإسرائيلي أما التعاون التكنولوجي والأستخباراتي لدرجة أن قدرات إسرائيل ستكون مختلفة تماما من دون الولايات المتحدة الأميركية ولا ننسى الغطاء الدبلوماسي الذي بلغ أكثر قرابة 46 فيتو لصالح إسرائيل في مجلس الأمن الدولي.

وهكذا تولت الولايات المتحدة الأميركية الدور البريطاني المزدوج _ والمستحيل في أعتبارها الدعامة الصهيونية الأساسية والوسيط بين المستوطنين اليهود والعرب والفلسطينيون _ أميركا تدعم السلام في الوساطة الغير المنطقية بين إسرائيل المعتدية وبين الضحية العربية والفلسطينية.

من أهم أسباب الدعم الأميركي لإسرائيل _

أولا _ الولايات المتحدة الأميركية قوة عالمية لم تحتضر بعد مثل فرنسا و بريطانيا وتريد نفوذا عالميا وإسرائيل كانت مهمة دائما لتحقيق هذه الغاية.

ثانيا _ قوة إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط الغنية في النفط والغاز والمضائق البحرية فكلما أثبتت ذاتها كقوة متفوقة كسبت القوة العالمية.

ثالثا _ القوة التصويتية الداعمة لإسرائيل في الإنتخابات الأميركية وهنا يعني اليهود و المسيحيون الأنجيليون بصورة خاصة وعامة.

ولكن ماذا لو إنتفت الأسباب هل تفقد إسرائيل أسباب دعم الولايات المتحدة الأميركية؟.

أولا _ القوة التصويتية الداعمة لإسرائيل تتراجع _

حيث تتضائل إعداد السكان اليهود في الولايات المتحدة الأميركية وفيما يزداد تأثير وإعداد المجموعات السكانية الأقل أرتباطا في إسرائيل مثل ذوي الأصول اللاتينية الشباب الأميركي عموما يصبح أقل أرتباط في إسرائيل حيث أظهر أستطلاع مركز بيو العام 2022. إن 55 ٪. من الأميركيون لديهم وجهة نظر إيجابية إتجاه إسرائيل لكن الشيطان يكمن في التفاصيل تأييد إسرائيل يبلغ 69 ٪. بين كبار السن فوق 65 عاما. لكن في أوساط الشباب بين 18 _ 28 عاما. يبلغ 41 ٪. فقط و هناك ثلاث مليون عربي أميركي تزداد أهميتهم الإنتخابية في ولاية ميشيغان حيث يوجد مما يقارب من 277 ألف أميركي من أصول عربية وفي العام 2020. فاز الرئيس الأميركي الأسبق جو بايدن في الولاية الرئاسية بفارق 155 ألف صوت فقط. وأن التجمعات السكانية العربية الأميركية في ولايات جورجيا وبنسلفانيا لعبت دورا كبيرا في فوز جو بايدن هناك ومع مرور الوقت يصبح النداء الحماية إسرائيل خارج الأهميات والضروريات الإنتخابية و هل هناك رئيس أميركي فعل لإسرائيل كما فعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب من فرض تطبيعات رسيما على الدول العربية و أعترف في القدس والجولان لإسرائيل و أنسحب من الإتفاق النووي مع إيران في العام 2018. و في ولايته الأولى واليوم في يوم الأحد العام 2025. قصف المنشأة النووية الإيرانية لأجل إسرائيل.

ثانيا _ قوة إسرائيل _ كانت إسرائيل تصدر ذاتها كقوة متفوقة منتصرة بمفردها في العامي 1948 _ 1967. ولكن هذه القوة أصبحت مشكوكا فيها بعد عملية طوفان الأقصى في يوم 7 أكتوبر العام 2023. التي نفذتها حركة حماس والفصائل الفلسطينية الآخرئ.

أصبحت مشكوكا فيها أن الولايات المتحدة الأميركية ترسل لها حاملات الطائرات والأسلحة وتخصص أكبر حزمة مساعدات لإسرائيل وهكذا لم تعد إسرائيل تنتصر ثم تقول أرايتم كم نحن أقوياء.

أصبحت تتعرض لهجوم وتقول أنقذوني _

وكما أن المحيط العربي لم يعد عدائيا إتجاه الولايات المتحدة الأميركية كما كان زمن صعود القومية العربية وبل هناك حلفاء من العرب لأمي ما ولم يعد هناك الإتحاد السوفييتي وبهذا لم ينظر صانع القرار الأميركي لإسرائيل كمشكلة لا كحل.

ثالثا _ الولايات المتحدة الأميركية قوة عظمئ _

يتغير المشهد العالمي في أسره العالمي و الإقليمي الذي نعيش فيه وهو من إنتاج فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وما بعد الحرب البارده وما بعد سقوط الإتحاد السوفييتي في العام 1991. ويشهد العالم الأن نحو قوئ متعددة الأقطاب.

الولايات المتحدة الأميركية قوة عالمية سوف تتراجع في بعض المناطق على الأقل في العالم تدريجيا.

والشرق الأوسط ليس أهم من بحر الصين الجنوبي ومناطق شرق آسيا الغنية وهذا الكلام يقوله كل مسؤول أميركي منذ العام 1999.

حيث أردت الولايات المتحدة الأميركية من المشكلة الإسرائيلية لتتفرغ والمهمة مع الصين وروسيا وكوريا الشمالية.

وحيث أن كل رئيس أميركي منذ العام 1973. يحاولون دمج إسرائيل في المحيط العربي والإسلامي ولاحظ أن الصورة الأميركية الغاضبة إتجاه كانت تظهر في الولاية الثانية لكل رئيس وطبعا هكذا فعل الرئيس الأميركي جيمي كارتر الذي دفع إسرائيل الموافقة على الأنسحاب من سيناء من أجل السلام مع مصر وهكذا فعل الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي وقع الإتفاق النووي مع إيران في العام 2015. رغما عن إسرائيل ولم يستخدم الفيتو ضد قرار يدين المستوطنات الإسرائيلية.

وحيث يبدأ التخلي كلما شعرت الولايات المتحدة الأميركية في عبء إسرائيل عندما تراجعت فرنسا وبريطانيا.

تغيرات في المعادلة الأميركية الإسرائيلية: هل يتراجع الدعم؟

1. تغير المزاج الشعبي الأميركي:

انخفاض تأييد إسرائيل بين الشباب الأميركي.

تصاعد تأثير الجاليات العربية والمسلمة، خاصة في ولايات حاسمة مثل ميشيغان.

استطلاع مركز “بيو” (2022): 69% من كبار السن يؤيدون إسرائيل مقابل 41% فقط من الشباب.

2. تراجع صورة إسرائيل كقوة لا تُقهر:

عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023 أظهرت هشاشة أمنية.

اعتمادها على الدعم الأميركي الفوري بدلاً من الاكتفاء الذاتي.

3. تغير أولويات الولايات المتحدة:

تركيز أكبر على بحر الصين الجنوبي وشرق آسيا.

محاولة كل إدارة منذ السبعينات دمج إسرائيل في المنطقة لتقليل العبء الأميركي.

إدارة أوباما تحدت إسرائيل بالتوقيع على الاتفاق النووي مع إيران، ورفض استخدام الفيتو ضد قرار يدين المستوطنات.

إسرائيل تحولت إلى عبء نسبي على الولايات المتحدة الأميركية أكثر من كونها مكسبًا خالصًا، خاصة مع تغيّر أولويات العالم وظهور قوى جديدة. وكلما خفتت الأسباب الاستراتيجية والداخلية للدعم، زادت احتمالات إعادة تقييم هذه العلاقة.

لكن تظل العلاقة قائمة على “المصالح”، لا المبادئ، وهي مصالح قابلة للتبدّل بمرور الوقت.

محمد المشهداني

Please, leave a comment...

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.