بين قوة الصوت وهيبة التنظيم: عباس علوية يرسم خارطة طريق للمستقبل السياسي للجالية العربية في أمريكا
في ظل تحولات سياسية عاصفة تشهدها الولايات المتحدة، برز تساؤل جوهري على طاولة البحث في المركز العربي الأمريكي للثقافة والفنون: كيف تتحول الجالية العربية من “رقم انتخابي موسمى” إلى “قوة سياسية منظمة”؟ للإجابة على هذا التساؤل، استضاف المركز الناشط الاستراتيجي والمرشح لمجلس شيوخ ولاية ميشيغن، عباس علوية، في حوار أداره السفير الدكتور علي عجمي، بمشاركة الأستاذ وسام شرف الدين والدكتور مضر الحوراني.
الدرس المستفاد من “حركة غير الملتزمين” (Uncommitted)
تطرق علوية إلى تجربة حركة “غير الملتزمين” التي قادها في عام 2024، مؤكداً أن نجاحها لم يأتِ فقط لكونها صوتاً عربياً، بل لأنها كانت حركة “متعددة الأعراق والثقافات” [27:04]. وأوضح أن القوة الحقيقية تكمن في بناء تحالفات مع جاليات أخرى تشترك في قضايا العدالة والمساواة. فمن بين الـ 100 ألف صوت “غير ملتزم” في ميشيغن، كان هناك تنوع هائل أثبت أن قضية السلام ووقف حرب الإبادة في غزة هي قضية إنسانية شاملة [27:50].
من الكواليس إلى القيادة: كسر حاجز الإقصاء
بصفته خبيراً عمل لسنوات خلف كواليس الكونغرس، تحدث علوية بمرارة عن تجربة التمييز التي تعرضت لها الجالية في مؤتمر الحزب الديمقراطي، حيث تم منع صوت فلسطيني أو عربي من الصعود إلى المنصة [46:41]. واعتبر أن هذه اللحظة، رغم قسوتها، كانت ضرورية لإظهار “مكامن الضعف” من أجل بناء قوة حقيقية. وشدد على أن الاستراتيجية القادمة يجب أن تعتمد على الوجود في كل مكان: “في الداخل عبر المناصب القيادية، وفي الخارج عبر الضغط الشعبي والمؤسساتي” [40:12].
خارطة الطريق: “صندوق الاقتراع وما وراءه”
طرح المقال عدة ركائز لإنتاج القوة السياسية المنشودة:
- بناء المؤسسات لا الأشخاص: أكد علوية أن قوة الجالية تكمن في استدامة مؤسساتها وليس في الرهان على فرد واحد [11:02].
- الاستقلال المادي والتمويل الجماعي: اقترح علوية نموذجاً للتمويل السياسي يعتمد على المساهمات الصغيرة من آلاف الأشخاص، مما يخلق استقلالية تعادل قوة أصحاب المليارات [01:08:41].
- السياسة المحلية كمدخل للتغيير: دعا إلى الاهتمام بالمناصب المحلية (مجالس المدارس، البلديات) لأنها تمس حياة الناس اليومية وتُبنى منها القاعدة السياسية الصلبة [55:37].
رسالة إلى الشباب (جيل Gen Z)
وجه علوية تحية خاصة لجيل الشباب، واصفاً إياهم بمحرك التغيير الرقمي والسياسي. وأشار إلى أن معظم الخطابات والسياسات في “كابيتول هيل” تُكتب وتُدار من قبل شباب في العشرينيات، مما يجعل انخراط الشباب العربي الأمريكي ضرورة لضمان مستقبل الجالية [01:01:44].
الخلاصة: بوصلة أخلاقية لا تحيد
ختم علوية اللقاء برسالة وجدانية، مستذكراً وصية والده الناشط زهير علوية، بأن يظل “نصيراً للعدالة” حتى لو وقف العالم كله في الجهة المقابلة [01:13:34]. وأكد أن ترشحه لمجلس شيوخ ولاية ميشيغن (الدائرة الثانية) يأتي من منطلق الخدمة العامة تحت شعار “مولوا الأطفال لا القنابل” (Fund the babies, not the bombs) [41:47].
إن حوار عباس علوية لم يكن مجرد عرض لبرنامج انتخابي، بل كان دعوة لصحوة سياسية تحول الجالية من “ردة فعل” إلى “فعل مستدام” يصنع القرار في عاصمة القرار.
رابط المقابلة كاملة: شاهد هنا

