علي عجمي وهاني بواردي يستعرضان تاريخ العرب الأميركيين والحضارة العربية في جامعة ميشيغن-ديربورن

image_6483441

السفير د. علي عجمي متحدثاً للحضور

من زمن الفراعنة والفينيقيين وصولاً لسقوط الأندلس وحكم العثمانيين، تنّقل الدكتور السفير علي عجمي مع الزمان والمكان، حاملاً صوراً مجهولة ومطموسة عن تاريخ العرب تحت عنوان: «بُناة الحضارة».

سلّط السفير الضوء على ماضي التنوير العربي معيداً بعث رماد كتب بغداد المحترقة من مياه دجلة.

استعرض عجمي بمحاضرته التي ألقاها في جامعة ميشيغن-ديربورن (يو أف أم) شخصيات من التاريخ العربي-الشرق أوسطي والإسلامي، كان لها الباع الطويل في بناء الحضارة الإنسانية. من جابر بن حيان إلى الكندي مروراً بالرازي وابن سينا وابن خلدون وصولاً إلى ابن بطوطة.

ركز الدكتور في حواره مع الطلاب الأجانب (من أميركا وأوروبا) الدارسين للعلوم الإنسانية على خطورة البروباغاندا الإعلامية في زرع صورة نمطية عن إثنية معينة.«فالحكم على الإنسان يعتمد على سلوكه وأعماله لا على لونه أو دينه وعرقه». وأثناء عرضه للشخصيات التاريخية المؤسسة لعلوم البصريات والطب والكيمياء وعلم الاجتماع والرياضيات، اندهش الحاضرون من أساتذة وطلاب بجهلهم التام لتاريخ هام وحيوي. تاريخ صُنع ما بين بغداد وقرطبة وبلاد فارس والشام.

أثناء الحديث عن ابن خلدون وتأسيسه لعلم الاجتماع المعاصر وحديثه عن نظرية التطور قبل ظهورها بطابعها البيولوجي بتوقيع داروين، شارك طالب أميركي الحضور دراسته عن أهمية أفكار إبن خلدون في علم «الأنتروبولوجيا». وبعد سؤال أحد الطلاب عن سبب انتشار النظرة النمطية عن الدول العربية والشرق أوسطية، دار نقاش هام عن سبب تراجع الحضارة العربية بعدما كانت في المقدمة بتلك الحقبة.

جاوب أحد النشطاء العرب بأن السبب هم العرب أنفسهم بصراعاتهم المذهبية والدينية. بينما أشار السفير عجمي إلى نقطتين هامتين على الصعيد التاريخي. الأولى هي سقوط بغداد وحرق ملايين الكتب ونثر رمادها في دجلة والفرات على يد هولاكو. وكان هذا الحدث بداية الانحدار الذي تسارع بسقوط غرناطة غرباً وسيطرة العثمانيين شرقاً ظوال حقبة ظلامية مستمرة تبعاتها إلى يومنا هذا، لافتاً إلى أن عصر التنوير الأوروبي من مارتن لوثر إلى ألبرت أينشتاين في حقبة استفاد بها أبناء العقل الغربي من نتاج الخوارزمي وابن الهيثم وغيرهم، أما العقول العربية، فقد تعطلت على أطلال الأوهام.

استعرض دكتور التاريخ معلومات هامة جداً حول ما يزيد عن سبعين شخصية في شتى المجالات، بينهم ابن بطوطة الذي «تفوق على ماركو بولو بمسافات ترحاله بأكثر من15 ألف ميل»!

تاريخ العرب الأميركيين

من التاريخ القديم، انتقل الأستاذ الجامعي الدكتور هاني بواردي إلى استعراض بدايات الهجرة العربية إلى الولايات المتحدة وخصوصاً ولاية ميشيغن، باحثاً عن بداية تسمية العرب لأنفسهم بالعرب الأميركيين ومستعرضاً وثائق تاريخية هامة جداً بينها مواد صحفية طبعت في بداية القرن العشرين من ديار «العم سام».

عرض الدكتور بواردي بدايات الصحف الصادرة باللغة العربية في أميركا مثل «كوكب أميركا 1892»، «الهدى 1894»، «مرآة الغرب 1899» و«جراب الكردي»و«السائح»، وصوراً ووثائق لشخصيات وجمعيات صنعت تاريخاً سياسياً واجتماعياً ومهنياً هاماً، من بينها وثائق «للجنة العليا لحزب اللامركزية الإدارية العثماني»،«جمعية الاتحاد السوري في نيويورك»، «جمعية سوريا الحرة»، «حزب سوريا الجديدة»، «لجنة إغاثة جرحى ومنكوبي الحرب السورية في ديترويت»، إضافة إلى محاضر اجتماعات ومآدب تكريمية، وصور لفيليب عقل وسعيد فياض ولصحيفتهم «نهضة العرب».

استفاض باوردي أمام خريطة العالم، راصداً تحركات المهاجرين ومحللاً أسباب سيطرة المهاجرين الأوروبيين على سياسات الولايات المتحدة أكثر من غيرهم.

يشار إلى أن الدكتور بواردي يقدم دراسات جديدة في تأريخ هجرة العرب الأوائل إلى أميركا. وقد سبق له قبل سنوات أن عرض العديد من وثائقه الخاصة في «المتحف العربي الأميركي» تحت عنوان: «من سوريا إلى ميشيغن: رواد عرب أميركيون في فلنت وهايلاند بارك». كذلك يقوم بواردي من خلال عمله في «جامعة ميشيغن-ديربورن» بتدريب الطلاب على تدوين التاريخ الشفوي المستنبط من لقاءات مع شخصيات مخضرمة لأرشفة تاريخ العرب الأميركيين عبر تجاربهم الخاصة.

IMG_8022

د. هاني باوردي أثناء المحاضرة في «جامعة ميشيغن-ديربورن»

Please, leave a comment...

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

%d bloggers like this: